ادريس العلوي
تفاعلا مع هذه الهبة المجتمعية التي انتشرت كبقعة زيت في جل مدن ومناطق المغرب ،وفي ظل التغييرات الرقمية السريعة، أصبح جيل z، الذي تصنفه الدراسات الاجتماعية بالجيل الذي ولد ابناؤه بين منتصف التسعينات ومنتصف العقد الثاني من الألفية الثالثة، وأضحى قوة جديدة في الساحة الاجتماعية والثقافية .
يتميز هذا الجيل بعلاقته الوثيقة بالتكنولوجيا، كما أنه واعٍ بشكل كبير بالقضايا العالمية، ويمتلك تطلعات تختلف عما كانت عليه الأجيال السابقة.
في بعض الدول النامية، يواجه هذا الجيل تحديات ويقدم فرصًا ضمن مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مما يتطلب فهماً عميقًا لطبيعته ودوره المحتمل في تشكيل المستقبل.
لقد نشأ هذا الجيل في عصر التكنولوجيا الرقمية، حيث الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءًا أساسيًّا من روتينه اليومي.كما يميل للتعبير الفردي والبحث عن معنى وهوية في العمل والمجتمع. و صار أيضًا أكثر وعياً بقضايا مثل البيئة والعدالة الاجتماعية مقارنةً بالأجيال السابقة.
مع ذلك، يواجه تحديات اقتصادية منها البطالة، وغياب العدالة في توزيع فرص الشغل، ونقص في جودة التعليم في مناطق مختلفة. كما انه يمتلك مهارات رقمية تساعده في الانخراط في الاقتصاد الرقمي، مثل ريادة الأعمال عبر الإنترنت والعمل الحر. وهذا يمكنه من الإسهام في الانتقال نحو اقتصاد المعرفة، بشرط أن تتوفر له بيئة تعليمية داعمة. لكنه يواجه مشاكل مثل قلة فرص العمل، هجرة الأدمغة، وغياب السياسات الاقتصادية التي تلبي احتياجاته.
على سبيل المثال، في بعض الدول الإفريقية، ابدع شباب جيل zحلول تطبيقية محلية لمشاكل مجتمعية، لكنهم واجهوا ضعف البنية التحتية وعدم استجابة الأنظمة التقليدية.
اجتماعيًا وثقافيًا،
من جهة اخرى،يسعى هذا الجيل إلى إعادة تعريف الهوية والانتماء، ويطالب بمزيد من الحريات الفردية والتنوع الثقافي حيث نجدهم ينشطون في حركات اجتماعية عبر المنصات الرقمية، مما يؤسس نمطًا جديدًا للنشاط المدني.
لكنهم يصطدمون مع الأنظمة التقليدية التي لا تتقبل تطلعاتهم، مما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى التهميش الثقافي أو الانفصال.
في العالم العربي، أظهرت دراسات متخصصة أن جيل z يميل إلى التغيير الاجتماعي، لكنه يفتقر إلى القنوات المؤسسية للتعبير والمشاركة الفعالة سياسيًا وهي من الاسباب التي انبثقت عنها هذه الموجة من الاحتجاجات مع غياب الفاعل السياسي وفقدان المصداقية في الأحزاب التي ابانت عن ترهل انطمتها و شيخوخة كوادرها دون الحديث عن غياب الديمقراطيةالداخلية داخل انظمتها وتمثيلياتها .
وللمساهمة في ايجاد حلول لهذه المعضلة، يجب تسريع تطوير سياسات تعليمية تركّز على المهارات الرقمية، الابتكار، وريادة الأعمال. يتوجب أيضًا إشراك الشباب في صياغة السياسات العامة عبر المنصات الرقمية والمجالس الشبابية. ينبغي تعزيز الثقافة الرقمية وربطها بالهوية الوطنية . كذلك، يجب الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وخلق فرص عمل للشباب العاطل من خلال حلول مبتكرة تتماشى مع تطلعاتهم بعيداً عن الهياكل التقليدية التي عفى عليها الزمن وفقدت فعاليتها.