كتاب رأي

قراءة في الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين

تراب المغرب التاريخي

ذ: سعيد توبير

يتأطر خطاب عيد العرش الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مساء اليوم السبت 31 يوليوز 2021، الى الأمة بمناسبة عيد العرش المجيد الذي يصادف الذكرى الثانية والعشرين لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين. في سياق الحملة المنظمة ضد المغرب في سمفونية متعددة الأدوار، لكنها تعزف على وتر واحد: الخوف والقلق من تقدم المغرب في محيطه المغاربي والإفريقي وانعكاساته على علاقة أوروبا به

وبالتالي شكل روح خطاب العرش  استجابة حقيقية لأسئلة و تساؤلات و انتظارات ” راهن اللحظة التاريخية” داخليا، والتي توجت  ” بالميثاق الوطني للتنمية ” و خارجيا انتظمت مجهودات الدولة في أفق تطوير المناورات الديبلوماسية و السياسية الحاسمة لفك الارتباط بدينامية اليات الاستعمار وأنواع الهيمنة الغاشمة ودعوة الجارة الجزائر الى تحكيم منطق الحوار و الجوار بدون شروط و التركيز على المصالح المشتركة و الجنوح الى التفكير الهادئ و العقلاني.

ولعل العامل الروحي الذي تجتمع عليه تجربة المغرب العتيدة شكلت و لاتزال تشكل اساس “وحدة المغرب المركزية” ولذلك اعتبر جلالته في خطاب العرش أن : “المغرب دولة عريقة، وأمة موحدة، تضرب جذورها في أعماق التاريخ. والمغرب قوي بوحدته الوطنية، وإجماع مكوناته حول مقدساته. و هو قوي بمؤسساته وطاقات وكفاءات أبنائه، وعملهم على تنميته وتقدمه، والدفاع عن وحدته واستقراره”

من جهة أخرى تطرق العاهل المغربي لتداعيات الجائحة المخيفة التي تتطلب من الجميع استمرار اليقظة العامة بعد تجربة رائدة في استراتيجية التخفيف من قسوتها الاقتصادية والاجتماعية بفلسفة التلاحم الاجتماعي والديني للمغاربة. لكنه لم يفلت القاعدة الاساسية لمواجهة ما ترتب عن الازمة خارج مقتضيات ” النموذج التنموي الجديد” ولذلك قال جلالته “فإننا نعتبر تنفيذ هذا النموذج، مسؤولية وطنية، تتطلب مشاركة كل طاقات وكفاءات الأمة، خاصة تلك التي ستتولى المسؤوليات الحكومية والعمومية، خلال السنوات القادمة.” مشيدا في نفس السياق بطاقات وكفاءات الشباب المغاربة للمشاركة بروح وطنية عالية في خدمة الاهداف العليا للوطن وعلى رأسها القوات المسلحة والدرك الملكي و القوات المساعدة و الامن الوطني و الوقاية المدنية لما تقوم به من ادوار بطولية تستحق كل الاحترام و التقدير

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى