في إطار الشراكة بين الجامعة الوطنية للأندية السينمائية ووزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، وبتعاون مع المديرية الإقليمية للثقافة بمكناس، نظم نادي الشاشة الكبرى بالمدينة مساء أمس الخميس عرضاً ومناقشة للفيلم المغربي “صمت الكمنجات” للمخرج سعد الشرايبي، بحضور ثلة من الفاعلين السينمائيين وجمهور متعطش للفن الساب
الفيلم، الذي كتب سيناريوه سعد الشرايبي إلى جانب نادية كمالي مروازي، وجمع في بطولته أسماء وازنة من قبيل مريم بوعزاوي، عز العرب الكغاط، خلود بطيوي، عادل أبا تراب، إلياس عامل وأميمة الشفشاون، اختار أن يجعل من الموسيقى بطلاً رئيسياً، في تجربة فنية لا تكتفي بجعل العزف خلفية للأحداث، بل تجعله أداة للتعبير والتواصل بين الأجيال.
ويركز الشريط على فن الملحون باعتباره أحد أبرز رموز التراث اللامادي المغربي، من خلال حكاية موسيقي كبير مقعد يعيش أيامه الأخيرة وهو يحاول أن يورث حفيدته البالغة من العمر 18 سنة أسرار الفن العريق، ليضمن استمرارية الهوية الموسيقية المغربية عبر الأجيال. وبين طيات هذه القصة الإنسانية، يعالج الفيلم ثيمات الألم والفقد والتواصل، مبرزاً أن القيم النبيلة والتقاليد العريقة لا تُشترى بالمال، بل تُورث بالحب والإبداع.
البعد البصري في الفيلم لم يكن أقل حضوراً، إذ أبدع الشرايبي في توظيف المناظر الطبيعية المغربية ليمنح العمل بعداً جمالياً يرسخ فكرة أن التراث الثقافي اللامادي متجذر في عمق الأرض والذاكرة.
ويُذكر أن المخرج سعد الشرايبي يعد من أبرز رواد السينما المغربية، بعد تكوينه في جامعة فانسين بباريس، حيث ساهم في تأسيس وإدارة عدد من الأندية السينمائية، وكان فاعلاً بارزاً في الجامعة الوطنية للأندية السينمائية. كما شغل مناصب مؤسساتية مهمة بينها رئاسة صندوق دعم الإنتاج الوطني، وعضوية لجنة دعم المهرجانات، فضلاً عن مساهمته في صياغة القوانين المنظمة للقطاع السينمائي.
كما ترأس وشارك في لجان تحكيم وطنية ودولية، وكان عضواً دائماً في لجنة تحكيم المنظمة العربية للمرأة، وتولى منصب رئيس اتحاد المخرجين المؤلفين المغاربة. وقد بصمت أعماله المتنوعة على حضور لافت في المهرجانات داخل المغرب وخارجه، حاصداً تكريمات مستحقة عن مساره الغني.
بهذا العرض، يكون نادي الشاشة الكبرى بمكناس قد واصل لعب دوره في إشاعة الثقافة السينمائية وإتاحة النقاش الجاد حول قضايا الفن السابع وعلاقته بالتراث والهويات الثقافية.
