بـورتـريـــه

مولاي علي اطويف متعدد المواهب

من اعداد رشيد العاملي

من الجنوب المغربي الغالي و العزيز ، تأبى الأرض المغربية إلا أن تنجب رجالا تتعدد مشاربهم و مواهبهم بشكل قد يجعل العارف مشدوها و مفغور الفاه من علو كعبهم و غنى مخزونهم الفكري و الثقافي و الفني .
شخصية بورتريه هو إبن كلميم “بوابة الصحراء المغربية” ، السيد مولاي علي اطويف ،من مواليد 24يونيو 1970 درس بكلميم المرحلة الابتدائية ، الإعدادية والثانوية بكلميم والعيون، اجتاز مباراة للوظيفة العمومية حيث تم تعيينه بالكتابة العامة لعمالة آسا الزاك مطلع سنة 1992.

بدأت الانطلاقة الفنية في التشكيل سنة 1988 مع نادي الواحة للفنون التشكيليه والكاريكاتور رفقة مجموعة من الشباب تحت إشراف الفنان حسن بيزيد، الذي قدم الكثير لشباب المنطقة في هذا المجال، ليستمر معه العمل في مجالات أخرى كان يبدع فيها وبالتالي خاض مولاي علي في هذه المجالات الفنية والإبداعية. كما انخرط سنة 1989 في جمعية الأطلس الصغير للثقافة والفن والتربية حيث تعلم فيها مبادئ الفن المسرحي ولعب معها مسرحية الشيخ والطريق.

تتلمذ مولاي علي أطويف خصوصا على يد الفنان حسن بيزيد واجتهد رفقة اعضاء النادي في تكوينهم العصامي وشارك معهم في مجموعة معارض بعدد من المدن، حيث نظم معارض شخصية له ، وشارك في ثلاثة معارض دولية بسيدي إفني مع فنانين غربيين.
حاليا تجربته الفنية في الرسم مستمرة في تخصص وحيد وفريد وهو رسم البورتريه على الجلد .

كانت البداية في الفن التشكيلي لكنه استفاد من تجارب أستاذه المختلفة فدخل مجال التنشيط التربوي والمعامل التربوية فأبدع فيها وعمل خصوصا على تأطير الشباب والأطفال وتكوينهم وصقل وتنشيط المخيمات الصيفية وإدارتها التربوية والإشراف على تأطير المدربين.

ولم يتوقف نشاطه عند هذا الحد ، بل استمر في مجال الفن المسرحي حيث شارك في العديد من المسرحيات. أكثر من ذلك عمل على إخراج بعضها سواء منها الموجهة للأطفال أو الهواة.
واشتغل على بعض أعمال الأستاذ بيزيد حسن الموجهة للأطفال منها مسرحيات و عملين في فن الأوبريت .
تجربته المسرحية استمرت بعد ذلك في العمل المسرحي الاحترافي كممثل ومدير إنتاج لعدد من الأعمال المسرحية الاحترافية.

كما شارك في بعض الأعمال التلفزية بثت على قناة العيون الجهوية كممثل او تقني سكريبت
مولاي علي اطويف ، كان ولازال رجل العمل الجمعوي بامتياز ، حيث تشبع بمبادئ العمل الجمعوي الجاد والملتزم فقدم الكثير لمدينة كلميم ومدن جهة كلميم واد نون وكل الجهات الجنوبية، بحيث ساهم في تكوين الشباب والأطفال في كل المجالات التي أبدع فيها، وكان دوما السند لمختلف الفاعلين في الجهات الجنوبية بتقديم الدعم لهم والوقوف إلى جانبهم متى احتاجوا لذلك.

وهكذا كان حاله أيضا مع مختلف الطلبة والدكاترة الباحثين المهتمين بالتراث والموروث الثقافي والحضاري الصحراوي ، سواء منه الحساني او الأمازيغي.

كما أسس رفقة زملائه في جمعية النخيل للثقافة والفن والتربية مركز النخيل للتوثيق، حيث عملوا من خلاله على توثيق التراث الحساني والأمازيغي المحلي ، وأسسوا خزانة ثقافية جد مهمة وضعت رهن الجميع بالمجان .

كما أشرف على تأسيس مجلة وادي درعة المحكمة؛ وهو حاليا مدير نشرها وتحريرها، وهي مجلة ورقية تحظى بدعم وزارة الثقافة منذ سنة 2015
و بما أن القراءة والمطالعة كانت من ابرز اهتماماته، فقد وضع مكتبته الشخصية رهن إشارة جمعية النخيل ، فكانت الشرارة الأولى لتأسيس خزانة مركز النخيل التي تضم حاليا أزيد من 10 آلاف عنوان، فكان أن أسهم رفقة أعضاء الجمعية على التحسيس بأهمية القراءة من خلال تنظيم ورشات لذلك وتشجيع الشباب والأطفال على الإقبال على الكتاب ، لينخرطوا جميعا مع وزارة الثقافة منذ سنة 2016 في تنظيم برنامج القراءة للجميع الذي عرف نجاحا كبيرا في مختلف دوراته السنوية.

وللإشارة فالفنان و المثقف مولاي علي أطويف وضع طابق منزله السفلي كاملا رهن إشارة الجمعية بأن جعله خزانة ثقافية عمومية، مما يظهر بوضوح الدور القوي الهام الذي يلعبه مولاي علي أطويف في التوعية و نشر الثقافة في المدينة.

ولم يقف نشاطه عند هذا الحد، بل تجاوزه لمجال الإبداع الشعري فكان دوما على رأس إدارة ملتقى النخيل السنوي للشعر والقصة منذ ما يزيد عن 20 سنة، وهو ملتقى دولي ينظم بكلميم ويعرف مشاركة مكثفة لعدد من الشعراء المغاربة والعرب .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى