بـورتـريـــه

اللاعب حميد عبد الوهاب واحد من أعمدة دفاع فريق النادي المكناسي لكرة القدم .

من اعداد :رشيد العاملي
مكناس كانت مدينة رياضية بكل ما للكلمة من معنى ، و في جميع الفروع ” سباحة ، كرة الماء ، الكرة الطائرة ، كرة اليد، و كرة القدم . في هذه الاسطر سوف نتحدث عن واحد من أعمدة دفاع فريق النادي المكناسي لكرة القدم .

اللاعب الدولي حميد عبد الوهاب ، لاعب فريق النادي المكناسي سابقا ، ازداد بمكناس سنة 1954 ، التحق بالمدرسة الابتدائية “مدرسة سيدي عمرو ” سنة 1961 ، ثم باعدادية مولاي يوسف سنة 1966 ، ثم بعدها تابع دراسته الثانوية بثانوية المولى إسماعيل سنة 1971 الى سنة 1974 ، ليلتحق بعدها بمركز التكوين التابع للدرك الملكي بمدينة مراكش .

بعد التخرج من المركز سنة 1975 ، نظمت بطولة عسكرية لكرة القدم ، تميز خلالها اللاعب حميد عبد الوهاب ، ليتم اختياره للالتحاق بفريق الجيش الملكي بعد الفوز مع فريقه بالبطولة العسكرية المغربية.

يحكي اللاعب حميد عبد الوهاب متحدثا عن مشواره الرياضي قائلا :
كنت آنذاك اتدرب مع فريق الجيش الملكي بالمركب الرياضي العسكري بالرباط بقيادة المدرب “كلوزو” CLUSO الذي اقتنع بآدائي و أمر بأن التحق بصفة رسمية ونهائية بفريق الجيش الملكي ، و عندما طلب مني التوقيع قلت لهم أنني لا زلت انتمي الى فريق الاطلس الرياضي المكناسي الذي يجب عليكم الاتصال به من اجل الاتفاق مع مسيريه ، و علم في نفس الوقت فريق النادي المكناسي بالموضوع حيث كان مسيروه يتيحون الفرصة لضمي للفريق ، حيث كان الاطار مصطفى الغزواني “رحمه الله” هو مدرب فريق النادي المكناسي آنذاك و كان مدربا سابقا لفريق الجيش الملكي ، في تلك السنة صعد فريق النادي المكناسي للدوري الأول ، وقد حضر رحمه الله البطولة العسكرية المغربية و اثرت انتباهه .

فتم الاتصال بي و كنت في تلك الفترة بين خيارين ” النادي المكناسي” أو ” الجيش الملكي” ، لكن مسيري فريق النادي المكناسي سارعوا و اتصلوا بالمرحوم سي بنسالم الذي لم يكن له علم برغبة الجيش الملكي في ضمي للفريق ، فأعطاهم الموافقة ، خاصة وان فريق النادي المكناسي كان آنذاك يتكون من لاعبي الفرق المكناسي المحلية ” كفريق الاطلس و النجاح و مولودية البرج و الدفاع المكناسي ” .و كان الكل يشتغل من اجل المدينة و مصلحتها و فريقها الأول .

فلحق بي المدرب الغزواني رحمه الله الى مدينة الرباط بالمركب العسكري ووقعت له خلسة على أوراق الاعتماد في فريق النادي المكناسي ، في مقهى المركز، و كتمت الموضوع ، حيث كنت اتدرب مع الجيش الملكي طيلة الأسبوع و في نهايته يسمح لي بالذهاب الى مكناس في انتظار إتمام مسطرة التوقيع مع الجيش الملكي ” وهم لا يعلمون انني قد وقعت مع فريق النادي المكناسي “.

و بقي الامر في طي الكتمان الى شاءت الاقدار ، أن تكون لفريق النادي المكناسي بمكناس مواجهة مع فريق الجيش الملكي بالملعب البلدي ، فتفاجأ زملائي بفريق الجيش الملكي بتواجدي مع فريق النادي المكناسي و لم يصدقوا بما فيهم المدرب CLUSO الذي سأل لاعبي فريق ” هل ذاك اللاعب هو عبد الوهاب ” فكانوا يجيبونه غير مصدقين أنفسهم ” لا ليس هو فلا يمكن ” حيث كنت معروفا بعبد الوهاب في فريق الجيش و حميد في فريق النادي المكناسي ، و في النادي المكناسي تم الاتفاق مع الصحفي و المذيع الرياضي ” سي شرايبي ” ان لا ينطق اسم عبد الوهاب اثناء سرد لائحة أسماء لاعبي الفريق و يقول حميد فقط
فصدم مدرب الجيش الملكي CLUSO و اللاعبين عندما وجدوني فعلا داخل رقعة الملعب .

بعد نهاية المقابلة تم تهريبي خلسة لخارج الملعب بعد ان علم بحضور الدرك الملكي لاعتقالي ، فالتحقت في اليوم الموالي “يوم الاثنين صباحا” بمركز تكوين الدرك الملكي بالرباط ، فتم اعتقالي ، و لم يصدق لاعبوا الجيش الملكي ما يقع خاصة وانني كنت لاعبا بارزا في الفريق ، فحضر مسيرو النادي المكناسي و عقدوا اجتماعا مع فريق الجيش الملكي و تم الاتفاق على السماح لي باللعب لفريق النادي المكناسي لدعمه في ذلك الموسم خاصة و انه حديث الصعود للقسم الأول .

فكنت ألعب مع فريق النادي المكناسي و في نفس الوقت العب المباريات الدولية مع الفريق العسكري كبطولة العالم العسكرية و مباريات في عدة دول كفرنسا ، الى ان تمت المناداة علي للالتحاق بالمنتخب الوطني المغربي للأمل فشاركت في عدة دوريات في روسيا و اسبانيا و كان هناك دوري في الصين لكنني لم استطع الذهاب لظروف عائلية مرتبطة بمرض الوالد رحمه الله .

بقيت كلاعب مع فريق النادي المكناسي و في سنة 1977 عندما انهى اللاعب الدولي حمادي حميدوش مشاوره الرياضي ، مرر لي شارة عميد الفريق التي حملتها لمدة عشر سنوات ، الى ان مررتها بدوري الى اللاعب الايقونة المرحوم عزيز الدايدي ،، و في وقتها أيضا شاركت مع المنتخب المغربي في بطولة كاس افريقيا للأمم في نيجيريا سنة 1980 حيث احتل الفريق المركز الثالث وراء نيجيريا صاحبة اللقب التي انتصرت على الجزائر و نحن انتصرنا على الفريق المصري بهدفين لصفر من تسجيل اللاعبين ، المرحوم عزيز الدايدي و اللاعب عزيز بودربالة .

و استمررت مع فريق النادي المكناسي كلاعب الى سنة 1989 ، حيث كنت في نفس الوقت قد بدأت مراحل التكوين كاطار تقني هنا في المغرب و كذلك تكوين في بلجيكا ، حيث منذ سنة 1990 دربت فريق الامل للنادي المكناسي ثم الشبان الذين كان من بينهم لاعبون بارزون ” كعبد الله بودومة و كاماتشو ، سمير السرغيني ، المنطيح يوسف و أسامة” الذين ابلوا البلاء الحسن مع الفريق الأول الذي كان يعتمد بالدرجة الأولى على لاعبي المدرسة المكناسية .

بعدها التحقت سنة 1999 بالاطار التقني حمادي حميدوش كمساعد مدرب بالإمارات العربية المتحدة بفريق” نادي الفجيرة ” ، ثم بعد رجوع المدرب حمادي حميدوش للمغرب لظروف شخصية ، استمررت كمساعد مدرب رفقة مدرب برازيلي الذي اقتنع بطريقة عملي و استمررت رفقة الفريق لموسم آخر ، ثم عدت بعدها للمغرب و المدرب البرازيلي التحق ببلده أيضا .
إلى ان فوجئت بنفس المدرب يهاتفني للاشتغال معه بدولة سلطنة عمان ضمن الفريق التقني لنادي سلالة بالدوري الممتاز حيث اشتغلنا موسما هناك .

التحقت بعدها بارض الوطن فاشتغلت بالبطولة الوطنية مع فريق هلال الناظور الذي كان بالقسم الوطني الثاني ، ثم بعدها مع نادي بلدية تولال الذي كان بقسم الهواة 2 و كان له مكتب مسير في المستوى و حققنا الصعود لقسم الهواة 1 .

ثم التحقت بالفريق التقني لفريق النادي المكناسي و اشتغلت كمساعد مدرب بجوار عدد من المدربين ، الى حدود نهاية موسم 2013.
تلك الفترة بدات الأمور تتدهور في فريق النادي المكناسي بسبب عدة مشاكل لا علاقة لها بالرياضة ، فغادرت الفريق التقني .
بالنسبة لفريق النادي المكناسي حصل على بطولة واحد سنة 1993 و كاس العرش سنة 1966 ولم أكن حينها كلاعب ضمن الفريق .

كلاعب للنادي المكناسي، لعبنا نهائي كاس العرش انهزمنا امام الوداد سنة 1981 بعد ان كنا متقدمين بهدف لصفر ،و سجل علينا هدفين في آخر الدقائق ، حيث كان يقال ” كأس العرش وصلت الى مشارف تولال وعادت الدار البيضاء” في إشارة الى أنه ضيعنا الفوز بتلك الكاس آنذاك.

و كرسالة للنادي المكناسي ليعود الى مكانته السابقة ، يجب ان تنتهي الخلافات ، و يجب العمل على تفادي حشر المشاكل الشخصية فيما هو رياضي ، لتصفى القلوب و الانفس و تبدأ صفحة جديدة. كما يجب الاعتناء بكل مكونات الفريق ابتداء من “جامعي الكرة Ramasseurs De Ballon” و تتظافر جهود المدينة ورجالاتها لاسترجاع النادي المكناسي كما كان سابقا . فاللحمة و الاتحاد هي التي تحقق النتائج و ليس الخلافات .

نصيحة للشباب الصاعد ، أي بطل ،كميسي او رونالدو لم يصل الى تلك الدرجة من البراعة و الشهرة صدفة ، بل ان العمل الجاد و المثابرة هي التي تحقق الأهداف ، و الابتعاد عن كل الأشياء السيئة التي تضر باللاعب هاويا او محترفا ، خاصة و ان جميع الظروف مواتية إذا توفرت العزيمة و الرغبة في تطوير الذات .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى