رشيد العاملي
عبد الاله ناصف من بين كبار الفنانين عالميا خاصة بالديار الامريكية و من أبناء مكناس و عاشقيها و من المشتاقين لها وللمغرب باستمرار ، شرب من مائها و ارتوى من ثقافتها و الذوق الرفيع لأهلها
مشواره الطويل بدأ من أرض مكناس ، فبعد دراساته الأولية التحق سنة 1973 بمدرسة الصنائع و الفنون بتطوان التي أبرز تفوقه فيها بشكل استحسنه جميع أساتذته و لقي تقديرا مميزا من مدير المدرسة السيد محمد السرغيني الذي كان يشغل في نفس الوقت منصب مدير المدرسة الوطنية للفنون الجميلة بتطوان الذي أقنعه بضرورة الاتحاق بها تشجيعا له على كفاءته و موهبته .
وشكل هذا الانتقال لهذه المدرسة استثناء لم يسبق مثيله من قبل ،إذ تم اعتبار مدة تكوينه بمدرسة الصنائع ما بين 1973 و 1978 بمثابة معادلة تمكنه من الالتحاق بمدرسة الفنون الجميلة ، باقتراح من الأستاذ السرغيني و بموافقة شخصية من وزير الثقافة آنذاك المرحوم امحمد باحنيني ليستغل الفنان ناصف هذه الفرصة ،و يطلق العنان لطموحاته الفنية و الإبداعية ليحصل على شهادته من تلك المدرسة سنة 1981.
ليطير الى باريس الى معهد المدرسة العليا للفنون الجميلة ، الى نيويورك المدرسة الفنون البصرية ، ثم حصوله على ماستر الفنون الجميلة من جامعة نيويورك من Hunter Collège سنة 1988، و ماستر آخر بنفس الجامعة من Lehman Collège سنة 2010.
في حديثي معه عبر الهاتف تلقيت إحساسا غريبا انه رغم جنسيته الامريكية ، فهو يعتز بمغربيته و شغوف بانتمائه ، حيث أكد أن كل أعماله الفنية على الثوب مرتبطة بهويته المغربية الامريكية ، ويعبر من خلالها عن حنينه الثقافي عبر أفكار مجددة عبارة عن مزيج من الاشكال الهندسية و الخطوط و النقط و الكلمات و التكرارات التي تعبر عن قيم تجديدية للفنان نفسه قبل الجمهور .
فجميع أعمال الفنان ناصف تحاول خلق جسورا بين مجموعة من المعطيات الفكرية و البصرية و الفنية المنقولة على المادة التي هي الثوب الشفاف، و غير المادي المتمثل في المعطيات الرقمية المدمجة بين عناصر اللوحات.
فالفنان ناصف لا يعطي للوحاته عنوانا و لا يتمم أغلبها ، فاسحا المجال للمتفرج و المتلقي أن ينغمس في فحواها و رسائلها .
جانب من بعض لوحاته