بـورتـريـــه

الإطار الوطني زهير السبيطي

يعد الإطار الوطني زهير السبيطي واحد من خيرة الأبناء الذين أنجبت العاصمة الاسماعيلية، ومن طينة الوجوه الرياضية بالساحة المكناسية، التي دونت إسمها ضمن صفحات التاريخ الرياضي الكروي بالمدينة، وكاسم من بين الأسماء التي سطعت بسماء مكناس، وإن كانت الفترة التي قضاها برحاب الملاعب الكروية قصيرة، إلى أن وقع تلك الفترة كان لها أثره بليغ.

بزغ نور زهير السبيطي سنة 1973 بمدينة مكناس بأحد أعرق الأحياء المتواجدة قرب ملعب الزويتينة، الذي كان يعد آنذاك قبلة وحاضنة للمواهب الكروية بالمدينة، تحت إشراف أطر رياضية مرموقة، إذ ساهمت في تكوين وتخريج قامات رياضية كبيرة بالساحة الرياضية الوطنية، كان من بينها زهير السبيطي.

وبدأت النقطة المفصلية في مسار زهير السبيطي نحو درب احتراف كرة القدم، بعدما رصدتها عيون كشافات النادي المكناسي، وهو يراقص الكرة بين قدميه بحرفية ويصول ويجول بأرضية الملعب دهابا وإيابا من دون تعب أو كلل، ليلتحق بصفوف فريق الأمل للنادي، الذي كان يعيش آنذاك أزهى فترات تاريخه الكروي.

وبعد انضمام زهير إلى فريق الرديف للنادي، بدأت فصول جديدة من حياته داخل ثنايا ملعب النادي المكناسي، بعيدا عن سخب وضوضاء الملعب الأم “الزويتينة” الذي ألف دخل أسواره مداعبة ومراقصة الكرة بين قدميه، غير أن الظروف جرت عكس ما كان يتمنى زهير، التي حالت دون اتمام مساره الرياضي، إذ أجبر قصرا على ترك معشوقته المستديرة، بفعل إكراه الدراسة، لينزع بذلك قميص النادي ويعلق حذاءه الرياضي لأجل غير مسمى.

والتحق زهير  بالمركز التربوي الجهوي بتازة، تاركا أحلامه وطموحاته الرياضية بمسقط رأسه مكناسة الزيتونة، من أجل تأمين غد أفضل، وذلك تجسيدا لرغبة والديه، وبعد 3 سنوات من التحصيل الدارسي بالمركز، تخرج زهير السبيطي، أستاذا لمادة التربية البدنية، ليتم تعيينه بنيابة التعليم لمدينة سيدي قاسم.

وبعدما استقر زهير بمدينة سيدي قاسم، عاد الحلم الضائع ليرواده من جديد، لكن هذه المرة من بوابة التدريب، وعمل كمساعد مدرب لنادي آفاق جرف الملحة، بحكم التقارب الجغرافي بين سيدي قاسم وجرف الملحة، وذلك خلال موسم 2017، قبل أن يرتقي ويشغل مهمام مدرب أول بذات النادي، حيث راكم تجربة التدريب، بالموازاة مع خضوعه لتكوينات بالمجال.

وشاءت الأقدار أن يعود زهير إلى مسقط رأسه “مكناس”، مما زاد من علو سقف طموحاته في المجال، حيث أسس جمعية الجيل الصاعد، التي حرص من خلالها على احتضان وتكوين مختلف الفئات العمرية في كرة القدم، مستندا على ما راكمه من تجارب سابقة في مجال التدريب.

وسرعان ماذاع صيت زهير في مجال التكوين الرياضي، حتى بادر مسؤولي النادي المكناسي إلى المنادات على زهير من أجل الإشراف على إحدى الفئات العمرية بالنادي، مما شكل همزة وصل بينه وبين النادي الأم، حيث قضى موسمين كرويين ناجحين، راكم من خلالهما تجربة جديدة إنضافت إلى مشواره التدريبي.

ويذكر أن الإطار الوطني زهير السبيطي، يشغل حاليا، مهمام منصب رئيس الاتحاد الجهوي لكرة القدم، ورئيس جمعية الجيل الصاعد، وحاصل على ديبلوم المستوى الأول في التدريب لكرة القدم داخل القاعة، كما يخضع حاليا لتكوين رياضي لنيل ديبلوم التكوين من المستوى الثاني “B”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى