
تعيش مدينة فاس خلال شهر نونبر على وقع انتعاشة ثقافية مميزة تعيد إليها بريقها كعاصمة للعلم والفن. فبعد دخول ثقافي هادئ، تستعد المدينة العتيقة لتجدد لقاءها مع جمهورها من خلال برمجة متنوعة تجمع بين العروض الفنية والموسيقية، والندوات الفكرية، والمعارض التفاعلية، لتؤكد أن الثقافة في فاس ليست ترفًا، بل أسلوب حياة نابض بالتجدد.
وفي قلب هذه الدينامية، يطلق المعهد الفرنسي بفاس تظاهرة «نونبر الرقمي»، المخصصة لاكتشاف التقنيات الحديثة في الفنون والإبداع، فيما يقترح معهد سيرفانتيس تجارب تجمع بين الرياضيات والفن، ولقاءات فكرية بشراكة مع جامعة فاس. كما تسهم الجمعيات المحلية في هذا الحراك من خلال مهرجان «الزيتون في القلب»، الذي يربط بين التنمية المستدامة والثقافة والإدماج الاجتماعي.
وتتواصل الفعاليات طيلة الشهر بعروض أدبية وشعرية وموسيقية، منها لقاءات مع الكاتبة حبيبة التوزاني والكاتب محمد نيضالي، وصولًا إلى العرض الختامي «سلام.. حياة في أبيات» الذي يجمع بين الشعر والموسيقى في لحظة فنية خالدة. نونبر إذن، ليس مجرد شهر في فاس، بل موسم تستعيد فيه المدينة ذاكرتها الثقافية وتعلن من جديد أنها ما تزال تنبض بالإبداع من قلب التاريخ.















