كتاب رأي

هيمنة ثقافة الخلاف عوض ثقافة الإختلاف ومشاركة المثقف، إلى أين؟

هشام طنيبو

يعتبر إحترام الرأي والرأي الآخر، نتيجة حتمية لتجسيد ثقافة الإختلاف النابعة في الأساس من قيم الديمقراطية التي نريد، لكن التحدي اليوم هو كيفية استئصال هيمنة ثقافة الخلاف السائدة خاصة مع مجانية وسائل التواصل الإجتماعي، وبحت بعض المواقع الإلكترونية عن رفع نسب المشاهدة والكسب السريع ولو على حساب أعراض الناس والتشهير بهم دون حجج ولا أدلة، والأغرب من هذا، هو مساهمة عدد كبير من الفيسبوكيين وضمنهم المثقفين في عملية الترويج والمشاركة على حائطهم الشخصي، وعلى الصفحات والمجموعات المختلفة، هذه السلوكات والمواقف السلبية، هناك تيارات عدمية تشجع عليها، وتوفر الإمكانيات اللوجيستية لتكريسها وجعلها الثقافة السائدة، خاصة في صفوف الشباب الذي يعتبر عماد أمتنا، والحقيقة أن هذه التيارات العدمية السياسوية، لا تريد إلا تبخيس الأشواط التنموية التي قطعتها بلادنا، ولا تريد إلا تشويه تلك الصورة الإيجابية لكي تبعد الإستثمار الأجنبي وحتى الداخلي، رغم أنها طرف في الموضوع، وبالتالي حرمان عدد كبير من أصحاب الشواهد من مناصب عمل قارة، وفرص لضمان العيش الكريم.

في الواقع، يتضح جليا أن أعداء التقدم والتنمية، أصحاب الخطاب الشعبوي البئيس، والمبخسين لكل مجهود يهدف إلى المساهمة في تحقيق النوعية والسير إلى الأمام، فطنوا إلى أن الضرب في القيم، والتأثير على الشباب، وكذلك النساء بترويج المغالطات والأكاذيب والتأويلات، وتنفيد أجندات خارجية عبر استغلال شبكات التواصل الإجتماعي، هو الحل الأنجع والأنجح لتدمير المكتسبات والقيم الروحية والوطنية، وبالتالي وجب على جميع مكونات المجتمع، أن تتحمل مسؤوليتها الأخلاقية والسياسية المباشرة وغير المباشرة، لأن الأمر يتعلق هنا بمستقبل أمة، ومصير الأجيال الحالية واللاحقة، فالتنشئة الإجتماعية والسياسية مسؤولية شمولية، تنطلق من مؤسسات التعليم الأولي، والمدرسة والجامعة، كما يلعب فيها الدور التحسيسي المنوط بجمعيات المجتمع المدني الهادفة والمواطنتية، ووسائل الإعلام النزيه ذات المصداقية أهمية كبيرة جدا، وصولا إلى الأحزاب السياسية، مع التأكيد على الدور الأساسي للدولة في سن إجراءات قانونية زجرية، من جهة لإحباط مساعي كل العدميين، ومشجعة من جهة أخرى، لكل الطاقات والكفاءات التي تريد المساهمة والإنخراط في المسار التنموي الوطني، وفق برامج واضحة الآفاق وممكنة التحقيق.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى