برعي محمد
تخيل أنك تلعب لعبتك المفضلة(( لعبة الشطرنج ))هناك خطوة تحتاج الى دراسة وتحليل معقدة والبيئة المحيطة ،جميل أن تعرف متى تكون الاستراتيجية الهجومية أفضل ومتى يكون التحفظ والتريث الالية الأمثل ،أن تكون داهية فيما أنت فيه يتطلب منك قراءة كل شيء بذكاء ، ودراسة المصالح المختلفة أن تكون داهية في التدبير السياسي فان الامر يتجاوز المعرفة السياسية ،معرفة مهارات التفاوض وبناء التحالفات والاقناع وتذويب الخلافات إنها إكساب لمهارة القيادة الفاعلة، قد يتعارض الذكاء مع الغباء فيما نحن فيه، الغباء هو أن تسبب خسائر لشخص آخر أو لمجموعة من الأشخاص والنتيجة أنك لن تحصل على أي ربح وقد تتكبد خسائر أولها واخرها العداء،ونتساءل كما يتساءل أهل الدار،هل من المعقول أن يؤذي شخص ما الاخرين ويؤذي نفسه في نفس الوقت؟! أو أن يؤذي الاخرين دون أن يستفيد من ذلك ؟ !هذا غير منطقي. ولهذا السبب نسمي هذا السلوك غباء.
و الحقيقة نحن من نخلق الذكاء و الغباء، نخلق القيمة و اللا قيمة، نخلق البؤس واليسر، نحن من نبيع الغالي ونشتري الرخيص … نحن من نوهم أنفسنا أننا نفهم كل شيء نحن من ندعي الذكاء وندعي للآخر الغباء. ونحن نلعب لعبة الضامة((لعبتنا الشعبية)) نعتقد في كنه ذواتنا أننا نلعب ضد ((ماغنوس كارلسن)). وقد نتساءل بنوع من الدهاء، ذكاؤنا أو غباءنا ما موقعه مما نحن فيه ,لن نجد الجواب إلا ونحن نمارس افضل لعبة يعشقها الرائع الاستراتيجي ولكن ما نعيشه فوق ركح المسرح اعتدنا عليه كأبي الهول في شموخه ،فواجهنا ما واجهنا، ولم نعد نلاحظ إلا ٨ما اعتدنا عليه، لقد اعتدنا على مستويات فاحشة من الغباء تهددنا فالأشخاص الذين قلت عنهم يوما ما بأنهم أذكياء يتبين لك حقيقة أنهم بين الذكاء والغباء .واليوم جميعنا ينتظر ما ينتظر من سيدنا قدر وما يخفيه لنا.
وفجأة وبدون سابق إنذار تسافر بي ذاكرتي بلغة الغباء الى سنة 1988 حيث عرضت فرقة البرنوصي مسرحيتها العالمية هاهنا حيث كنا جميعا منبهرين لسداجة الممثل وقوة المخرج فكانت النهاية هي نفسها البداية ، والبداية ما كانت يوما إلا كما نراها مشرقة في كل الزاوايا .. من السخف أن نفكر في أن الشمس ستغرب في وقت متأخر من التجاذبات لتعلن لنا عن حقيقة ما خبأه لنا الزمن وما كشف عنه الذكاء والغباء .