في رحلة المقارنة بين حضوري لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة “الذي لم يخلو من نقائص بسيطة” و الذي كان شعاره ” شوقا لروح الأندلس” و كانت سهرة افتتاحه أشبه ما يكون بأوبرا متقونة ورائعة الاخراج اضفت عليها فنية و بلاغة الفنان ربيع القاطي رونقا و جمالية سافرت بنا عبر الزمن ربطتنا بهيبة المكان التاريخية حيث ظلت أعين الحاضرين مشدوها الى خشبة العرض تمنى الجميع ان يدوم اكثر، بالإضافة الى لوحات الهولوغرام على باب الماكينة و اسوارها رحلت بالمشاهد عبر حقبات تاريخ المغرب بالأندلس رامزة الى سلمية تعايش الأديان فيها.
كنت أمني النفس ان يحمل افتتاح مهرجان وليلي “زهرة الزنبق” ، “او التي كان يطلق عليها ايضا إسم قصر فرعون” ، ولو جزءا بسيطا من ذاك الإخراج الرائع، ليعرف أكثر بقيمة المنطقة التاريخية ، و كم وددت لو أن هولوغرامات شدتنا لقوس “كاركالا” و قصر “كورديانوس” و مبنى الكابيتول ، كنت أمني النفس بعرض يتميز بجمالية وتنوع فسيفساء قصر فرعون . عرض يحمل رسائل تسرد تعاقب حضارات و امتزاجها بثقافة ساكنة المكان.
لكني كونت انطباعا أن ما قدم هو عرض قليل البروفات و أن الفنان نفسه تمنى قبل الجمهور ان ينتهي كل شيء بسرعة، بحيث ساد شعور عدم وجود اي ترابط بين فقرات طبعتها نوع من الارتجالية .
و هنا اتيه في تساؤلاتي عن برمجة غيبت فيها القيمة الزمكانية للموقع و دلالاته ،ألا يستحق مهرجان وليلي و الجمهور قبله نسجا متقون الإخراج يجعل من الموقع الرائع لوحة رائعة تبقى راسخة في الأذهان تلوكها الألسن إيجابا ،و تشتاق الانفس لإبداعات دورات قادمة.
سأسترسل متسائلا، ماذا حمل برنامج المهرجان من إشعاع للمنطقة ؟ ماذا استفادت ساكنتها ؟ و ما تقييم تعريفه بتاريخ الموقع و حضاراته؟
تساؤلات سنضعها في وضع pause ، لأننا نفضل أن تبقى في أذهاننا صور و لقطات باب الماكينة بفاس بمهرجانها العالمي، ممنين الأنفس أن تزاحمها ذكريات مستقبلية أكثر روعة لمهرجان “زهرة الزنبق” وليلي .