فسحة الطيب بنعبيد

هل الهاتف نعمة ام نقمة

الهاتف مخترع معاصر ، ملأ الدنيا وشغل الناس، طفرة تكنولوجية غيرت العالم، وأصبحت ضرورية تواجدت مع المدني في كل أنشطته و تنقلاته  ومع القروي في كل تحركاته حتى وهو فوق حماره أو يرعى أغنامه بين الوهاد والوديان…صفق العالم لخدماته فأضحى بامتياز أعظم مخترع على مدى القرن..ولأنه تمكن من السيطرة على الناس استغلته الشركات المنتجة لمضاعفة أرباحها وذلك بتطوير خدماته وتنويع مجالاتها،فأصبح الهاتف تواصليا وإعلاميا وإعلانيا وترفيهيا وخدماتيا وثقافيا ..حتى أصبح قاتلا لمخترعات سابقة له مثل التلفزة والمذياع والهاتف الأرضي بل أصبح يهدد الحاسوب …وقد سهل التواصل بين الخبراء والعلماء والشركات والمؤسسات والإدارات فقدم خدمات  رائعة لا يجحد فضله عاقل،وكم كان للهاتف النقال الفضل في انقاد الضائعين والتائهين  والمهاجرين سرا ، وكم ساعد على إنقاد ضحايا كوارث أو جرائم ، وكم ساعد على تسهيل المأموريات والمهمات بشكل متميز ..كل هذا رائع ولكن هل الهاتف نعمة ؟؟؟

لا يمكن لنا نكران روائعه ولا أهمياته التي لا يحدها مقال وهو ما أهله لأن يحتل صدارة الأولويات فاصبح يمتلكه الرجل والمرأة ،و الطفل الصغير والعجوز الهرم وكل من بينهما دون استثناء والغني والفقير . فتعلق به الناس بشكل مبالغ فيه إلى درجة أن الكثيرين أصبح عيشهم مستحيل دونه بل إن خروج بعضهم من البيت دون هاتف يشعرهم بالضياع والخوف.ولكن الوجه الآخر للهاتف يغرق في السوداوية وتأمل بسيط في سلبياته يجعلنا نتلمس فضاعته وخطورته ..فلقد دمر البشرية أجتماعيا ، فضعفت العلاقات الأسرية حتى أنك تجد الأهل أو الأصدقاء لا يجتمعون لانشغال كل منهم بعوالم هاتفه ، وإن جمعهم مكان ما فلا أحد منهم يهتم بالآخر لأن كل منهم يغني على ليلاه، وقد يجتمع البعض ساعات بالمقهى او بغرفة ما فلا يكلم أحدهم الآخر إلا إستراحة من الهاتف لدقائق كي يعود الى الانغماس في عوالمه بعيد عن رفقته بالمكان ، والأغرب من هذا كله ان بعض الشباب يتحاورون احيانا فيما بينهم بالهاتف وهم امام بعضهم في نفس المكان لان متعة التواصل عبر الهاتف فيما بينهم عندهم الذ واجمل من التواصل المباشر..

يتبع…

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى