افتتحت أمس الأربعاء بفاس فعاليات الدورة الحادية عشرة من مؤتمر تاريخ الطب المنظمة بمبادرة من لجنة التراث بكلية الطب والصيدلة وطب الأسنان بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، بتسليط الضوء على المراحل التاريخية لتدريس الطب.
واسعرض رئيس جامعة القرويين أمل جلال في محاضرة افتتاحية ألقاها بعنوان “تدريس الطب بجامعة القرويين” أبرز المحطات التاريخية التي ميزت عملية تدريس الطب بالجامعة.
وأشار، في هذا السياق، إلى أنه تم منح أول شهادة (إجازة) في الطب في القرن الرابع الهجري لعبد الله بن صالح الكتاني من طرف جامعة القرويين، وهي أول شهادة في العالم يتم منحها.
وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة العلمية، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى غاية 28 أكتوبر الجاري، بمنح جائزة الإبداع في التراث الطبي العربي الإسلامي، لفائدة ثلاثة طلبة يتابعون دراستهم بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، احتلوا المراتب الثلاثة الأولى من خلال أعمال فنية عبارة عن لوحات تشكيلية. وأشرفت على تنظيم هذه الجائزة لجنة التراث بكلية الطب والصيدلة وطب الأسنان بفاس، بشراكة مع كرسي الشيخ صالح صيرفي بجامعة أم القرى في موضوع: “12 قرنا على تأسيس جامع القرويين: المسجد والجامعة”.
كما جرى بنفس المناسبة تكريم عدد من القامات العلمية اعترافا بإسهاماتها المتميزة في تطوير الحقل المعرفي والعلمي، إضافة إلى البطل العالمي والأولمبي سفيان البقالي.
في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أفاد رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله المصطفى إجاعلي، بأن المؤتمر يندرج ضمن الأنشطة العلمية التي تنظمها المؤسسات التابعة للجامعة، مشيرا إلى أن النسخة الحالية من المؤتمر “نوعية” بالنظر لما تتضمنه من برمجة علمية غنية ومتنوعة. وأضاف السيد إجاعلي أن هذه التظاهرة العلمية تشكل مناسبة للتعرف على التجربة الصينية في مجال التعليم الطبي والعلوم المرتبطة به، والانفتاح على العلاقات المتميزة التي تجمع بين المملكة المغربية ودولة الصين.
من جهته، أبرز أشار مدير لجنة التراث بكلية الطب والصيدلة وطب الأسنان بفاس والمشرف العام على المؤتمر، البروفيسور البشير ينجلون، في تصريح للصحافة، أن اللقاء يساهم في ترسيخ الهوية المغربية لدى طلبة كلية الطب، ويهدف إلى تعريفهم بكيفية تطور تعليم الطب على مر العصور.
وتحل جمهورية الصين الشعبية كضيف شرف للدورة الحالية من المؤتمر التي تصادف ذكرى مرور 12 قرنا على تأسيس جامعة القرويين، وتعرف مشاركة باحثين وخبراء وأساتذة وأطباء مغاربة وأجانب.
ويشتمل برنامج المؤتمر على فقرات ومحاور غنية ومتنوعة تحتضنها فضاءات كلية الطب والصيدلة وطب الأسنان بفاس والمدينة العتيقة لفاس، وذلك تجسيدا للتنوع الحضاري والثقافي للمدينة العلمية. ويناقش المشاركون في المؤتمر عبر عشر جلسات علمية عدة مواضيع من بينها على الخصوص”تعليم الطب في المغرب والأندلس”، و”تدريس الطب بين الماضي والحاضر”، و”المدارس الطبية في الحضارة الإسلامية”، و”تدريس الطب عند القدماء”.